روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | تجريم الزواج المبكر وبيع الأوهام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > تجريم الزواج المبكر وبيع الأوهام


  تجريم الزواج المبكر وبيع الأوهام
     عدد مرات المشاهدة: 8920        عدد مرات الإرسال: 0

الزواج بوجه عام في المجتمع هو باب من أبواب الحلال فإذا ضيقنا الحلال على الشباب فقد نفتح الباب على مصراعيه أمام الحرام.

تلك مقولة أعجبتني لأحد العلماء الأجلاء، ردًّا على دعوات المطالبة برفع سنِّ الزواج وتجريم الزواج المبكر، وعدم توثيق عقود الزواج الشرعي دون الثامنة عشرة ومعاقبتهم قانونيًّا، في وقتٍ يعاني فيه المجتمع من مشكلات العنوسة، وإرتفاع سن الزواج بالفعل لأسباب عديدة، منها: تردي الحالة الإقتصادية والأخلاقية عند الشباب، وعدم قدرة الكثيرين منهم على الزواج، أو بناء علاقات زوجية مستقرة، مع إزدياد معدلات الطلاق، نتيجةً للأسباب سابقة الذكر وغيرها.

فلماذا الدعوة إلى تأخير سن الزواج والإسلام يحل الزواج ويعتبر أهم شروطه البلوغ والكفاءة والقدرة؟! وحرمان الشباب من هذه الوسيلة الشرعية سيفتح أمام الشباب دون الثامنة عشرة أبواب العلاقات السرية تحت مسميات مختلفة، من زواج عرفي، مع التحفُّظ على لفظ زواج وغيره، وأن ينتج عن هذه العلاقات أطفال غير شرعيين ينتسبون إلى آبائهم الشرعيين، وهناك فرق كبير بين هذا وذاك، وبين هؤلاء وأولئك ‼

كما أن إحتمال فشل زيجات صغار السن وارد، فإن إحتمال فشلها في سن متأخرة أكبر، كما يقول علماء النفس والإجتماع، حيث يقولون إن الزواج في سن صغيرة وفي كثير من الأحوال تتوافر فيه المرونة في تطبيع العلاقات بين الزوجين وتوافقهما عند المتزوجين في سن متأخرة، حيث يعانون النفور وعدم التوافق مع الآخر أو الإقتناع به، لأنهم وصلوا إلى مرحلة من الإستقرار والجمود في السلوك الذي يفقد مرونته والتقبل للآخر.

إن أخطر ما تنطوي عليه هذه الدعوة من تجريم الزواج المبكر هو تحويل مفهوم الحلال وهو الزواج إلى حرام وهو المساءلة القانونية فكيف يجرم الحلال ويعاقب من قام به؟!

وللدعوة إلى عدم توثيق عقود الزواج دون الثامنة عشرة مردود سلبي على حقوق المرأة والطفل المادية والأدبية، فقد تسقط حقوقهما الشرعية بعدم وجود وثيقة زواج رسمية أو شهادة لميلاد الطفل، بينما نرى في المقابل سعي بعض الجهات إلى إثبات نسب أطفال الزانيات والحثّ على توثيق شهادات ميلاد لأولادهن.. ألستم معي في أننا نجرِّم الزواج الشرعي مقابل تيسير الزنا؟!

أليس ذلك تنفيذًا لإجراءات المواثيق الدولية التي تدعو إلى رفع سن الزواج، كما في الفصل الرابع من المؤتمر العالمي للمرأة بكين م 274 ص 144 حيث تطالب بسن القوانين المتعلقة بالحد القانوني لسن الزواج والحد الأدنى للزواج وإنفاذ ذلك بالقوانين الصارمة.

وقبلها مؤتمر كوبنهاجن 1980م ومؤتمر نيروبي 1985م ومؤتمر القاهرة للسكان 1994م، وذلك وإن صاحبته شعارات وأهداف جميلة فضفاضة فإن حالة المرأة والطفل بل والسلام والتنمية المزعوم ساءت منذ مطالبة العالم الإلتزام بمثل هذه البنود وإزدياد المشكلات وحدتها وإنهيار العلاقات الأسرية وتفشي الحروب والفقر والبطالة!

علامات إستفهام عديدة لما يجري في العالم نتيجة الإلتزام بتطبيق هذه البنود التي نادت بها المواثيق الدولية غير كافية لتحقيق تقدُّم ما في حلِّ أي مشكلة من المشكلات التي تعاني منها هذه الشعوب.

وهل الهدف الحقيقي هو حماية رفاهية الشعوب والمحافظة على الأسرة والمجتمع من التفكك والإنهيار أم الهدف هو الإفتقار وإغراق العالم بمشكلات جديدة لا يمكنه الفكاك منها إلا من خلال الإلتزام بتطبيق بنود الوثائق والإيمان بالثقافة التي جاءت بها؟! وتلك هي أهداف العولمة ‼

الكاتب: الدكتورة مكارم الديري.

المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.